هل هُناك حقاً فرق بين الأجيال؟

: الأمور التي تجعل الأمور تبدو صعبة بين الأجيال

أولاً: الأعتقاد والإيمان بأن الظروف التي يخوضها كل جيل مُختلفة عن الجيل الأخر

أمثله: زمننا كان أصعب من زمانكم – أنتوا جيل حساس – هذا أحنا كنا ننضرب وما صار لنا شيء – أنتوا تزعلون على كل شيء – ما أعرف شنو بتسوون لو عشتوا جزء من اللي عشناه

والحقيقة تقول (أن الزمن يُعيد نفسه مراراً وتكرارا)ً

لأننا نمتلك نفس القلب، وأيضاً نفس المشاعر الموجودة في هذا القلب، لذا من المِستحيل أن الأجيال يكون عندها تغيير في المشاعر، أي مثلاً الأجيال السابقة كان عندهم الفرح والحزن، لكن جيلنا عنده الحُب والسلام، لا! كل المشاعر موجودة في داخلنا من بداية الزمن

: نظرتي لهذه النُقطة

أؤمن بأن كل جيل لها قدر خاص فيه، وهذا القدر لا يُحمل المرء أكبر من طاقته، ولا يُعتبر صغير بحيث لا يحتاج إلى التعامُل معه، بل مُناسب له تماماً، الأجيال السابقة كان عندها نُقص في أولوية وضع أنفسهم ومشاعرهم والبحث عن الوعي

أن الزمن لما يكرر نفسه ويقابله نفس الشخص، ماراح يتغير أي شيء، لكن لما الزمن يكرر نفسه والشخص يكون مستعد يتغير، لذا بالتالي زاوية رؤيتنا للزمن بتتغير على حسب نوع تغير الشخص نفسه

 ———————

ثانياً: التفهم

هُناك فرق بين الفهم والتفهم وسبق تحدثت عن الفرق، هُنا

التفهم مُهم، لأن الجيل نفسه ليس بِحاجة إلى فهم لماذا شخص من جيل مُختلف له أفكار تُعتبر غير مألوفة، لماذا يمتلك أحلام تُعتبر غير منطقية، لماذا يهتم كثيراً بتطوير نفسه وشفاء الطفل بداخله، لماذا ولماذا، بدلاً من طرح هذه الأسئلة، التفهُم يساعدنا على تقبُل الشخص كما هو، دون الحاجة إلى أقناعه بأفكار نمتلكها، أو أساسيات وقواعد نضعها لأنفسنا أولاً، لأن في الحقيقة، الرأي الذي نمتلكه عن الآخرين غير مُهم، وليس شيء من الضروري أن يعرفه الطرف الأخر

: أمثله على الفهم

المُعادلات الرياضية – العلوم المُختلفة – أنفُسنا

: أمثله على التفهُم

البشر من حولنا (شخصياتهم، أفكارهم، حقيقتهم) – الكون – أنفُسنا

: معلومة مُهمة

الحالة الوحيدة التي يجبُ أن يجتمع التفهُم مع الفهم، هي في أكتشاف أنفسنا، يجب أن نفهم سبب وجود بعض الجوانب بداخلنا، والوصول إلى أساس وجودها، وفهم التعامُل معها، وايضاً تفهُم الجوانب التي تتطلب منا فقط قبول أنها موجودة بداخلنا، وأنها جزء منا، دون مُحاولة تغييرها أو تحسينها كما يفعل الفهم ذلك

: فرضية

المٌفترض يكون الجيل الأكبر أكثر تفهُماً للجيل الأصغر، لكن وجود هذا في الواقع نادر رؤيته

 ———————

ثالثاً: الأفكار

 خلق الأفكار يعتمد على قرار الشخص نفسه، سابقاً بناء أفكار خاصة كان يُعتبر مُرعب، وأنه مُحرم، لهذا نرى الكثير يتبعون أفكار المُجتمع أو الأشخاص من حولهم، لكن في الوقت الحالي، نعرف أن بناء الأفكار أحد الأساسيات للأعتراف بحقيقتنا، بناء أفكار مُفيدة لي وصحيحة بالنسبة لي، أفكار غير مؤذية لا لنفسي ولا للآخرين :

سبب واحد يحفزكم تولدون أفكاركم بأنفسكم

الحساب

إذا تؤمنون بالحساب، وان أعمالكم تُعرض أمامكم، وأنكم تتحاسبون على كلمة كلمة، كل تصرف، كل نية تخرج منكم، سواء لأنفسكم أو للآخرين، وسواء كان أساسها منكم، أو أتباع الآخرين

أي ظُلم وأذى نتجَ عن تصرُفاتي بإتباع أوامر الأخرين وأفكارهم، أنا وحدي سوف أُحاسب عليه، وفي المُقابل، الشخص الذي يعرف بأن الأفكار التي يولدها في داخله والتصرفات والكلمات وكل شيء يطلع منه راح يكون مسؤول عنه 100% يكون عنده الأيمان بأنه يتحمل مسؤولية ما خرج منه، وما بُني بداخله من أفكار أساسيات قواعد إلى أخره

 ———————

رابعاً: الجهل والوعي

لما نتعلم مع جيل ينقُصه الوعي والمعرفة، والأساس بالنسبة لهم هو العادات والتقاليد، التي سبق نعرف تأثيرها السلبي على الأجيال السابقة والأجيال في الوقت الحالي، وعند تواصل جيل يملئه الوعي والعلم مع جيل أخر ينقصه الوعي والعلم، بيكون صعب، وأحياناً يكون مُستحيل، هذا لا يعني أن الأجيال السابقة كان سُبل وصولها إلى العلم صعب، لا! لأن العلم دائماً مُتاح لنا، وسبق قلت لكم في حلقة سابقة، نحن نمتلك مكتبة هائلة بداخلنا، مفتاح الدخول لها، هو بناء علاقة أساسها قوي مع الروح بداخلنا

 ———————

خامساً:   قُدرة التغيُر والنُضج

المُتعرف سابقاً، أن البقاء كما نحن ترتبط بالأصالة، وهذه فكرة من الأفكار الخاطئة، الزمن فيي تغيُر مُستمر، ودائماً نمتلك الخيار، بأن نغير مع هذا التغيُر، أو البقاء بالضبط كما نحن، وفي الحالتين وحدنا نتحمل مسؤولية الخيار الذي نتخذه

هل هذا يعني اني أتبنى كل شيء مُتغير وجديد من حولي؟

لا! كل فكرة جديدة أعطوا نفسكم الوقت لِدراستها، وبعد دراستها وفهمها، أطرحوا الأسئلة على أنفسكم، لأكتشاف هل تبني هذا العلم مُناسب ويقربكم أكثر لأنفسكم والأرواح بداخلكم ورحلتكم في الحياة، وهل تبني هذا العلم سوف يتسبب بالضرر الكبير في داخلنا ومن حولنا، ووقتها بتعرفون الجواب الصحيح بأنفسكم

الأصالة لا ترتبط ببقائنا كما نحن، بل ترتبط بِحمايتنا لأنفسنا من السواد والأمور التي تأثر في تشوه أرواحنا والمشاعر السلبية أيضا، مقدرتكم على الحفاظ على أرواحكم بِغض النظر عن المُجتمع الذي عشتوا فيه، بغض النظر عن العائلة التي تربيتوا فيها، بغض النظر عن الأصدقاء الذين تعرفتوا عليهم، وبغض النظر عن العلاقات التي تواجدتم فيهاً، هذه الأصالة الحقيقية، هو الحفاظ على المعدن الحقيقي تحت أي ظرف وأختبار وأي موقف كان سهل يغير أرواحكم

 ———————

سادساً:   التواصل

التعرُف وبناء علاقات مع الآخرين يبدأ بالتواصل، سواء بالكتابة، بالتحدُث، أو أي لُغة من لغات التواصل الواضحة، التي لا يتضمنها شك وعدم ثقة

جمع النُقاط السابقة مع النُقطة الأخيرة، يقدم لكم السبب الحقيقي لماذا توجد صعوبة في التواصل مع الأجيال الآخرى، أو شخص من الجيل نفسه، بالرغم من معرفتنا أن التواصل هو أسهل وسيلة نستخدمها، لأن بدون تفُهم، وبدون سماحية، وبدون أحكام، وبدون نُقص الوعي والمعرفة، وبدون التواصل الواضح والذي لا يتسبب في أرباك الشخص الأخر أو التشكيك في فهمه للموقف والكلمات المُستخدمة، جميع هذه الأشياء تصعب خلق مساحات آمنه لِمشاركة أفكارنا وحقيقتنا مع جيل مستعد يدمرها أو يشووها

 ———————

موضوع الأجيال هو من أبسط المواضيع، وأعتقدت أني ما راح أخوض فيه، لأني في الحقيقة لم أكُن أمتلك شيء لِمُشاركته معكم، لكن بعد تسجيل الحلقة، وتجاوز مُدتها النصُف ساعة أعتقد نقدر نقول أن كان عندي الكثير لِمُشاركته، لكن في الحقيقة، الشخص الذي يعلم كيف يتصرف مع نفسه، دائماً سوف يُسهل على الآخرين التعامُل معه بلا قلق ولا خوف من أي رد فعل عكسية سوف تخرج منه، وبلا خوف من أنه بيرفض حقيقتنا او بيكون له رأي يفرضه على (كيف من المُفترض نكون)، وأنتم أيضاً، لا تحملوا أنفسكم مسؤولية ليست لكم، سواء في مُحاولة تغيير الأجيال السابقة، أو بذل جهد أكبر من طاقتكم، الأمر الوحيد المُفيد هو تركيزكم على أكتشاف أنفسكم، ومعرفة الطريقة الأنسب للتواصل مع أرواحكم، وكل شيء من حولكم، بيتأثر بتغيركم، لأن التركيز على أنفسنا هو أقوى وسيلة للتأثير على الآخرين، بالتأثير أولاً في أنفسنا

———————

.النهاية

Alanoud H.A.Comment