علاقات صحية

“البدايات الجديدة تحتاج أساس قوي لِتحمُل ما سوف يُبنى عليه”

―――

القاعدة الأول | بناء الحدود

الفكرة الخاطئة عن الحدود هي

أن وجود الحدود يُفسد العلاقة، ويجعل فجوة كبيرة بين الشخصين، وتتسبب في أبعاد الطرفين عن بعضهم البعض، وأيضاً بالنسبة للبعض تُعتبر من ضمن عدم الثقة وقلة الحُب، وللآخرين هي طريقة لإثارة غضبهم وأستهداف جوانبهم السيئة بداخلهم مثل قلة الصبر / الشك / التلاعب والمزيد من هذه الصفات.

 

الفكرة الصحيحة عن الحدود هي

وضع حدود يعني الحفاظ على أنفسنا والآخرين في الوقت ذاتُه، رسم حد كي نُذكر الآخرين بعدم تجاوزه، وحد أخر لأنفسنا لِعدم التسبب بأذية الآخرين تحديداً عند شعورنا بالحزن والألم، والأهم في فترة شفائنا، لأن جوانب كثيرة منا بتطلع للسطح، وليست جميع هذه الجوانب خالية من الحواف الحاده المؤذية.

 

جوانب مُهمة في بناء الحدود

-        إلزامية وضع الحدو مُهم في تقريب الآخرين من بعضهم البعض، بواسطة أحترام الحدود، وحماية النفس والآخرين معاً

-        وضع الحدود لا يلزم الشخص بتبرير سبب وضعه لهذا الحد، لأن الأمر سوف يبدو وكأننا نبحث عن عذر للإعتناء بأنفسنا

-        بناء حد للسيطرة على جميع الأحداث التي تحدُث من حولنا، والسيطرة على ردات فعل الآخرين وأفكارهم ومُعتقداتهم، هذا فقط يجعل من وضع هذا الحد، الطرف السام في العلاقة

―――

القاعدة الثانية | التفهُم

الكثير يعتقد أن التفهم يكون بِفهم الأحداث بأي شكل كان، أي لا يهُم فهمها بشكلها الصحيح، بل فهمها بالشكل الكافي للأنتهاء منها، للتظاهر بِفهمها دون الفهم الحقيقي لها، يُشابه أن تتظاهر بِفهم مُعادلة رياضية، أنت في الحقيقة لا تمتلك أدنى فكرة عن حلها لو تغير رقم واحد منها، أو تغير ترتيب المُعادلة.

 

جوانب مُهمة في بناء التفهم

-        التفهُم مُختلف عن الفهم، لأن الثاني يتطلب الموافقة على الفهم، والأول لا يتطلب ذلك، عندما نفهم شيء نحنُ نتقبله ونصل إلى أجزائه ومعرفة أسبابه، ثم الأقتناع به، وحينها يحدُث الفهم، لكن التفهم لا يتطلب منا الوصول إلى الأساس، ومُحاولة معرفة أسباب جعل شكل المُربع بهذه الطريقة ولماذا سُمي أيضاُ بهذا الأسم، لكننا نتقبلُه ونعرفه كما هو دون الحاجة للبحث عن سبب، عندما نُظهر حقيقتنا للآخرين لسنا بِحاجة منهم أن يفهمونا بل أن يتقهموا أن هذه هي حقيقتنا، وأن لا ينكرونها، أو يبحثون عن سبب للأقتناع بها وتصديقها.

-        التفهم يشمل الأضطرابات النفسية، تفهُم الاكتئاب، تفهُم وسواس النظافة، تقُهم نوبات الهلع، تفهُم القلق والتوتر، تفُهم كثرة التفكير، تفهُم صدمات الطفولة، تفهُم أختلاف تعريفنا لجميع الأشياء الموجودة من حولنا، تفهُم أن طريقتنا في الحُب مُختلفة، وأن السلام بالنسبة للبعض يعني الأستسلام والبرود بدلاً من معناه الصحيح، تفهُم أن أجزائنا المُتضررة لا تزال بداخلنا وأستهدافها بيكون سهل لو شخص ما كان عنده التفهُم الكافي لمدى أهمية الحفاظ عليها والتصرُف بِحُرص معها ومعنا.

―――

القاعدة الثالثة | التواصل

القليل من الأشخاص يمتلكون مهارة التواصل مع الآخرين، وجزء من هؤلاء الأشخاص قادرين على تحويل مشاعرهم وأفكارهم إلى كلمات لا تتسبب بالأذى للطرف الأخر، وفي المُقابل الكثير من الأشخاص تعلموا أن مشاعرهم غير مُهمة، وأن إذا تعرضوا في يوم للأذى من أحد يجب أن يتحملوا ويصبروا وأن لا يخبروا أي أحد بذلك، أن لا يُدافعوا عن أنفسهم وأن لا يُشاركوا أفكارهم الخاصة، فقط أن يلتزموا الصمت، لكن ما لم يكُن واضحاً في تلك السنوات، هي كمية الخسارة الهائلة في أتخاذ الصمت الخيار الوحيد لِمواجهة الآخرين، وتتمثل هذه الخسارة، في خسارة أنفسنان وخسارة رغبة الكلام، وخسارة أيضاً رغبة التواصل مع الآخرين وإيجاد شخص على أستعداد لسماع ما نمتلك لِمُشاركته.

 

أقتباس من الحلقة

" في التواصل نعرف أكثر مما تتوقعون، وفي التواصل نتأكد من الأفكار والتوقعات الموجودة في عقلنا، وفي التواصل نمحي أي شك وظن نمتلكه بأتجاه الآخرين "

 

الجانب المُظلم من التواصل

-        التواصل يرتبط مُباشرة في عملية شفائنا من صدمات الطفولة، تحديداً تواجدنا في علاقة أثناء عملية الشفاء، ويمتلك النسبة الأكبر لِشفائنا، لأننا قررنا بدلاً من أتخاذ العُزلة والشفاء لوحدنا، مُشاركة شخص أخر هذه الرحلة، لذا يُقسم إلى قسمين

1.     أما أن يكون الطرف الأخر في العلاقة مُتفهم وصبور، يعطيكم المساحة لإيجاد القوة للتحدُث عن الأمور الصعبة التي تعرضتم لها، دون إصدار أحكام عليكم، أو حتى الملامة على تصرفاتكم أو أفكاركم، أو حتى مشاعركم، فقط يستمع لكم، ويُقدم لكم الدعم عن طريق المواساة، وسبق أخبرتكم أنها تختلف من شخص إلى أخر، هُنا يكون التواصل مُفيد جداً، ويُساعد في عملية شفائكم أسرع مما تتوقعون.

2.     أو يكون شخص قليل الصبر وكثير الأحكام، أي أنه يُسبب ضغط أو تسريع عملية شفائكم، بِمواجهة أمور عقلكم يحتاج الكثير من الوقت لِفهمها، يحثكم على الكلام بالضغط عليكم، سواء أستخدام التلاعب، أو تأنيب الضمير، وإظهار أهتمام بِقصتكم، لكن في الحقيقة، بعض الأشخاص مُشتمعين جيدين فقط لأستخدام ما سوف تُشاركونه معهم، ضِدكم في المُستقبل، وهُنا يُأخر عملية الشفاء كثيراً، لأن الشخص الأخر لا يهتم حقاً وهذا يُسبب صدمة أُخرى لكم.

―――

القاعدة الرابعة | الصدق

الصدق لا يقتصر فقط على كون الشخص صريح، وعدم أستخادمه للكذب، الصدق أيضاً يكون بالوعي، أن نكون واعيين بالشكل الكافي، كي لا نخدع أنفسنا ولا الآخرين بمشاعرنا، أن لا نُضيع وقت الآخرين بجعلهم يرسمون مُستقبل لنا معهم، في حِين أننا لا نمتلك رغبة البقاء معهم لفترة طويلة.

 

جانبين مُهمين في بناء الصدق

1.     الصدق في الوقت، وسبق شرحته في التعريف فوق

2.     الصدق في الأحداث، أن لا نستخدم التلاعب في الأحداث التي حدثت، ونُغيرها لِتكون في مصلحتنا، ونوهم الشخص ان ذاكرته لا تعمل بشكل جيد، وأنهُ يجبُ عليه أن لا يُصدق ما يقوله العقل له، وهذا يبدأ حرب بين الشخص ونفسه، لأنه لن يثق مُجدداً بذاكرته ولا نفسه.

―――

القاعدة الخامسة | الصبر

هذه القاعدة تجمع جميع القواعد السابقة، الصبر هو الأساس ليس فقط في تعلُم أساسيات الحياة، بل أيضاُ في التعامُل مع الآخرين

-        نحنُ بِحاجة إلى الصبر في أحترام حدود الآخرين، وعدم تجاوزها، والحفاظ عليها دائماُ

-        نحنُ بِحاجة إلى الصبر في تفُهم الآخرين، وتفهُم أختلافاتهم وحقيقتهم وعدم رفضها

-        نحنُ بِحاجة إلى الصبر في التواصل مع الآخرين بطريقة غير مؤذية، وإيجاد طريقة للتحدُث عن أنفسنا بوضوح، والحفاظ على سُرية التواصل

-        نحنُ بِحاجة إلى الصبر في بناء رابطة صدق قوية بيننا وبين الآخرين، كي نخشى إيذاء الآخرين بِعدم توليد حرب بينهم وبين أنفسهم، وذلك بالتشكيك في ذاكرتهم

-        نحنُ بِحاجة إلى الصبر في أكتشاف ومعرفة الآخرين، والأنتظار إلى أن يكشفوا أجزائهم لنا، وإلى أن يُشاركوا الحُب واللُطف والمشاعر الكثيرة، بثبات وبلا خوف من الإيذاء

 ―――

Alanoud H.A.Comment